حِكْمَةُ أَعْربيً
قال الأَصْمَعِيٌ :
قرأت هذة الأية
"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗوَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". سورة المائدة (38)
وكان جانبي أعرابي , فقلت سهوا : والله غفور رحيم ,
فقال الأعرابي : كلام من هذا ؟
قلت : كلام الله تعالي .
قال : أعد , فأعدت : والله غفور رحيم .
فقال الأعرابي : هذا ليس كلام الله !
فتنبًهتُ , فقلت : والله عزيز حكيم .
فقال الأعرابي : أَصَبِتَ , هذا كلام الله تعالي .
فقلت له : أتحفظ القرأن ؟
فقال : لا ,
قلت : فمن أين عَلِمْتَ أني أخطات ؟
فقال الأعرابي : يا هذا , عزً وحكم فقطع , ولو غفر ورحم ما قطع .
العبرة من هذا الموقف
وبعد قرأة هذا الموقف السالف الذكر مرارا وتكرارا يتضح لنا أهمية الفهم والتركيز اللذان ينقصان كثيرا منا أثناء القرأة أو السمع لغيرنا فيجب أن نلتزم بالوعي التام وخاصة حينما نستمع لأيات القرأن الكريم .
ولقد حث الله تعالي عليه في قوله تعالي : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا : النساء (82) .
كما مدح الله تعالي أهل الأيمان في قوله تعالي : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ : الأنفال (2)
كما مدح الله تعالي أهل العلم في خشيتهم منه : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ : فاطر(28)
كما مدح الله تعالي العلماء أيضا في قوله تعالي : وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ : العنكبوت (43)
وهذة أدلة من كتاب الله تعالي علي الأهمية والحث علي الوعي والفهم والموقف سالف ذكر وضح لنا أهمية الوعي التي يجب أن يلازمنا إذا قرأنا شئ أو تحدثنا مع أحد .
والسلام علي من قرأ واتبع وانتفع .
إرسال تعليق